تعتبر الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي واحدة من أبرز المفاهيم الإدارية الموجهة لقيادات الجامعات والمراكز البحثية، والتي تركز على تلبية حاجات المستفيدين لتحقيق ارتقاء الجامعات والوصول إلى أهدافها التعليمية والبحثية وتحقيق التنمية المستدامة، وهي تساهم في رفع الفعالية والكفاءة في العقل العلمي.
إن السعي لتحقيق الجودة الأكاديمية ومعايير اعتماد الجامعات والمؤسسات التعليمية لاقى اهتماماً خاصاً من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السنوات الأخيرة، وذلك للدور المنوط بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي؛ حيث تقع عليها المسؤولية الأولى في إعداد وتأهيل أجيالها لمواكبة متطلبات العصر وإيماناً منها بظهور الحاجة لتعليم نوعي يهيئ الفرد والمجتمع لأن يكون جزءا فاعلاً في الثورة التكنولوجية والمعرفية والاستخدام الأمثل للمعلومات والتكنولوجيا، وحيث أصبح الإنسان الفاعل في هذا القرن هو الإنسان متعدد المهارات والقادر على التعليم الدائم والذي يقبل إعادة التأهيل والتدريب في حياته العملية.
كما شهدت العديد من مؤسسات التعليم العالي اليمنية تقدماً كبيراً في صياغة أنظمتها التعليمية والتي انعكست آثارها جلية في جودة مخرجات التعليم العالي في اليمن؛ حيث مثلت عملية رفع الجودة في مخرجات التعليم العالي نقلة نوعية في مؤسسات التعليم العالي في اليمن، والتي ساهمت فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن، والتي انطلقت من مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها بهدف العمل على التحسين المستمر في المنتج التعليمي ومخرجات العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي. حيث عملت الوزارة في عدة محاور، من أهمها العمل على تفعيل التعاون بين المؤسسات التعليمية في اليمن وما بينها وبين المؤسسات والجامعات الدولية، إضافة لصياغة الخطط التي تشجع استثمار روح المبادرة والتنافس بين مؤسسات التعليم العالي المحلية والدولية، و تنظيم المؤتمرات العلمية، إضافة إلى الحرص على توفير الكوادر المؤهلة في مجال إدارة الجودة وتنظيم عدد من الأنشطة مع مؤسسات التعليم العالي.
وبذلك تسعى وتواصل وزارة التعليم العالي في اليمن على تطوير المنهجيات وصياغة الخطط التنموية المتكاملة التي تهدف بمجملها لرفع مكانة المخرجات العلمية في جميع مؤسسات التعليم العالي اليمنية، والمساهمة في رفع مكانة التعليم العالي ومكانة المجتمع اليمني في المجالات العلمية وميادين المعرفة المختلفة.